روسيا بعد سوريا أوكرانيا – الجزء السابع
سبتة : مصطفى منيغ
التَّضييق ضَغْطٌ إضافي مُعِيق ، يُمارَس مهما كان المجال على أوكرانيا عساها تَفِيق ، مِن صدمة التخلُّص من سباتها العميق ، فتجد نفسها عاجزة تماماً لصدِّ أيّ سارِق ، لسيادتها بأسلوب ليس له عَبْرَ الأزمنة سابِق . انتشارٌ مفكّك لتماسُكِ الجيش الأوكراني شرقاً وجنوباً بإصرار وتنسيق ، بين الأسلحة الروسية المُسخَّرة جواً وبَراً وبحراً بين أيادي مهما غاب منها تُعَوَّض في توقيت قصير باختيارٍ في الوفرة دقيق ، لا يهم لأصحابها تَسْرِيع الزمن بل تأتي الإطالة لدفع أعصاب المتسرِّعين إلى فَخِّ حَريق ، حتى ما يأتيهم من دول التحالف الأطلسي بزعامة حكام البيت الأبيض يصيبها التَّلف قبل وصولها أي هدف حين مَزْج الفِعل بالتَّطبيق ، فمَن يُراقب بحسِّ العِلْم بَعْدَ اجتهاد عُقودٍ ليس كمن يزحف مُعتمِداً على التَّمويه وأطراف ضعيفة لتمرير حمولات لن تستطيع بها أوكرانيا حتى تسديد ربع ما ضيّعته من بريق، الحرب كانت خطيئة تمرّغت أوكرانيا بين خطاياها نيابة عن المختفي بعدها ذاك الفريق ، الساحب بساط وعوده لِتَدَخُّلِ أوربا مع أول طلقة فكان أول طَليق ، تاركا فوهات المدافع السوفيتية تزغرد لزفاف الموت وهو لعشرات الآلاف من العِباد ساحق .
... لم تمر على الصراع سوى أقل من شهرين حتى نزح أكثر من 12 مليون نسمة فارين صوب دول الجوار كعلامة لمصير حرب لا خير فيها إلا لتجار سياسة زرع الفتن لحصاد ما لم أحد مِن العقلاء يطيق ، وهكذا شعب يتألَم يفقد ما بناه كل يوم جديد بين متاهات الطرق الشائكة الغريبة عن أرضه يتمزَّق أشد تمزيق ، وما تبقَّى منه صامدا وسط كييف وما يحيط بها قريباً أو بعيداً يقضي ليله متجرّعاً مرارة الخوف من طلوع ضوء النهار وما حوله من عمار قد انهار وأشلاء لبعض البشر متناثرة لأصول أصحابها مِن الصعب معالجة ما يجعلها تُطابق ، فلما كل هذا والسلام صفة المحمود من خيار حفاظاً لتجنُّبِ مثل الواقع المؤثر الذي جعل أوكرانيا مجرَّد ورقة تلتهمها نيران معركة طويلة المدى يصل دخانها لإحياء الرحم مع مجريات عصر في القِدَم سحيق ، خلاء وعراء وصعوبة بقاء وتطاحن لا يتوقف مِن أجل لحظة وفاق يميل صوب التوفيق ، تُؤْخَذُ عن جدِية وحسن تفكير ورجوع حقيقي لعدالة العقل السويِّ كأقْوَمِ مُنطَلَق لأتمّ منطق .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق